Tuesday 28 February 2012

برلمان الثورة

اقيمت اول انتخابات برلمانية بعد الثورة شارك فيها اكثر من 30 مليون مصرى.وتعتبر الانتخابات النزيهة الوحيدة فى تاريخ مصر.واكثر انتخابات شهد الجميع انها اتت وعبرت عن رغبة الشارع بدون تزوير وان شابها بعد الاخطاء فى الدعاية باسم الدين.وشارك فى تامينها القوات المسلحة والشرطة.تحت اشراف قضائى حيادى كامل. افرزت تلك الانتخابات مجلس الشعب او ما يطلق عليه برلمان الثورة. ان نظام الانتخابات وتعديل الدوائر واتساعها ادى الى تفوق الاحزاب ذات القدرة التنظيمية الهائلة مثل الحرية والعدالة(الذراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمين) والنور على باقى الاحزاب .وقلص من فرص المستقلين وهو ما قالته المحكمة الدستورية العليا فيما بعد بعدم احقبة الاحزاب بالترشح على المقاعد الفردية واقتصارها على القوائم حتى لا يتم الاخلال بمدأ تكافؤ الفرص. شهدت النتخابات معارك طاحنة استطاع بعض النواب حسمها بعد صراع كبير,مثل الدكتور مصطفى النجار رئيس حزب العدل وما واجهه من معارك طاحنة.ومعركة النائب محمد ابو حامد(المصريين الاحرار) مع الاعلامية جميلة اسماعيل(مستقل),معركة المستشار الخضيرى (المدعوم من الحرية والعدالة)امام طارق طلعت مصطفى (وطنى سابق).فوز حسنى دويدار(حرية وعدالة)على عبد المعم الشحات القطب السلفى الشهير بعد تصريحاته المثيرة للجدل مما دفع الاقباط لاول مرة للنزول الى الشارع لتاييد مرشح الاخوان. فيما حسمت القليل من المقاعد من الجولة الاولى وباكتساح مثل اكرم الشاعر(حرية وعدالة)فى بورسعيد.وعمرو حمزاوى (مستقل)دائرة مصر الجديدة.ومصطفى بكرى (مستقل) ورمضان عمر(حرية وعدالة)فى حلوان,محمد انور عصمت السادات (اصلاح وتنمية)فى المنوفية.والشيخ السيد عسكر(حرية وعدالة)طنطا. اما بالنسبة للقوائم فكانت المفاجأة تحاف حزب النور الذى زاحم الاخوان وحصل عل حوالى 30 % من الاصوات بل تقدم على الاخوان فى بعض الدوائر.وجاء الحرية والعدالة فى المركز الاول والنور الثانى والوفد ثالثا ثم الكتلةالمصرية وحزب الوسط. فيما فشل الكثير من الاعضاء السابقين فى الحزب الوطنى(الفلول)فى الانتخابات, خسر مجلس الشعب بعض الوجوه الجيدة التى لم توفق فى البرلمان امثال جورج سعد (كفاية) والمهندس ابو العلا ماضى رئيس حزب الوسط.فؤاد بدراوى (الوفد)وحمدى حسن (حرية وعدالة) وجميلة اسماعيل (مستقل). بينما فقد البرلمان عنصر الطرافة والاثارة بخسارة عبد المنعم الشحات ومرتضى منصور وتوفيق عكاشة. انعقدت الجلسة الاولى للبرلمان تحت رئاسة الدكتور مصطفى السقا (الوفد )اكبر الاعضاء سنا,وبدأ الشو الاعلامى,ووضح نقص الخبرة عند الكثير من النواب,ومحاولة البعض اضافة عبارات الى القسم بما يخالف اللائحة ترى نواب النور يضيفون (بما لا يخالف مبادىء الشريعة الاسلامية),ويضيف نواب قائمة الثورة مستمرة (واحترام شداء 25 يناير).ووسط تلك المهاترات تم حلف القسم. ثم جيىء اختيار الرئيس فى صفقة بين الحرية والعدالة والنور والوفد بمقتضاها حصل الدكتور محمد سعد الكتاتنى(حرية وعدالة) على رئاسة المجلس.والمهندس اشرف ثابت (النور )وكيل المجلس عن الفئات.ومحمد عبد العليم داوود(الوفد) وكيلا عن العمال. وقد رشح الاستاذ عصام سلطان (نائب رئيس حزب الوسط)نفسه امام الدكتور الكتاتنى ليرفض مبدا التزكية وان يجب الا يحدث ذلك فى مجلس بعد الثورة. ثم جاءت اختيار اللجان وحاول الاخوان الاستثار بمعظم اللجان مما جعل الباقى ينسحب من تشكيل اللجان .فتم تاجيل انتخابات اللجان الى جلسة اخرى. ولكن النور توافق مع الاخوان على لجنتين وانسحبت باقى الاحزاب. وليس معنى ان الاخوان قد حصلوا على الاغلبية فذلك يعطيهم الحق فى رئاسة معظم اللجان واهمال الكفاءات الاخرى. وقد وقف احد الاعضاء يعترض ويقول انكم تهملون الكفاءات الاخرى .فرد عليه زعيم الاغلبية حسين ابراهيم بمنتهى العنترية اننى ارفض هذا الكلام واننا كلنا كفاءات ولا تقول فلان اكفا من فلان.فىما يتعارض مع الطبيعة والخلق و ان هناك اختلاف فى القدرات.ولكن يبدوا ان معاييير الكفأة ان تكون عضوا فى حزب الحرية والعدالة. اما بالنسبة لتقييم الاحزاب والاعضاء فى المجلس. فرئيس المجلس الدكتور سعد الكتاتنى شخصية محترمة حيادية مع انه من حزب الحرية والعدالة.ولكنه يدير الجلسات بكل قوة ويسر.وهو شخصية جادة ولكنه بشوش فى نفص الوقت.يستطيع تجاوز الازمات بدبلوماسية.وافضل تعليق سمعته على ادائه انه ولد ليكون رئيس مجلس الشعب. اما بالنسبة للهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة.فهى تذكرنى فى بعض الاوقات بالحزب الوطنى,حيث انهم عندما لا يعجبهم ما يقال يشوشروا على المتحدث.وانهن يعترضوا على اى قرار لا يكون على هواهم.مستخدمين الاغلبية.وان كان هذا القرار فى صالح الشعب. لا يعجبنى رئيس هيئتهم البرلمانية حسين ابراهيم.حيث تخرج تصريحاته عنترية دائما ,ودائما تكون عبارة عن رد فعل واعتقد انها تكون اراء شخصية بعيدا عن رأى الحزب. يعجبنى من الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان وصبحى صالح والدكتور جمال حشمت والدكتور اكرم الشاعر.حيث يقدون الاضافة دائما فى ارائهم وتراهم يتكلمون بعقلانية ووعى. ولا اميل للدكتور محمد البلتاجى او الدكتور اسامة ياسين واراهم يتحدثوا بالعواطف اكثر من العقل. وهذا لا يمنع ان نواب الاخوان اكثر نواب مؤهليين لممارسة العمل البرلمانى.معتمدين على الخبرة الكبيرة لهم فى مجلس الشعب. ولكنى اجدهم يدافعون فى معظم الاوقات عن الحكومة.طب اما يشكلوا حكومة حيعملوا ايه. اما بالنسبة للتيار السلفى .فالكثير من اعضاؤه ينقصهم الخبرة البرلمانية وابسط المفاهيم .وقواعد العمل البرلمانى وفهم اللائحة,ولكنه اكثر التيارات صدقا مع النفس وانهم لا يريدون الا تقدم البلد . ويعجبنى منهم اشرف ثابت وكيل مجلس الشعب.وممدوح اسماعيل.الدكتور شعبان رئيس لجنة التعليم. بالنسبة لحزب الوفد ,ترى الدكتور محمود السقا رئيس الهيئة البرلمانية رجل يتحدث كثيرا بالٌقرأن الكريم والاحاديث والشعر مما يضيع وقت كلمته فى المقدمات بدون اعطاء توصيات مفيدة. يعجبنى من الوفد النائب مصطفى الجندى له دور فاعل واراء جيدة .ولكنى اعيب عليه انفعاله السريع ويجب ان يتجنب ذلك. اما بالنسبة لحزب المصريين الاحرار فيعجبنى الدكتور احمد سعيد رئيس الحزب.فهو رجل عقلانى يكتب الكثير من الملاحظات ولا يريد الشو الاعلامى .وعندما يتحدث تجد عنده اضافة دائما. اما بالنسبة للنائب محمد ابو حامد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب فهو شخص محترم مثقف.ولكنى اعيب عليه هجومه الدائم على المجلس العسكرى وانحيازه الدائم للثوار حتى لو اخطأوا وانفعاله السريع.والدخول فى الكثير من الصراعات.وانه يحاول ان يكون دائما معارضا. اما بالنسبة لباقى الاحزاب فيبرز الاستاذ عصام سلطان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوسط فتجد له مواقف جيدة عقلانية يضيف الاراء القيمة .والاستاذ محمد انور السادات رئيس لجنة حقوق الانسان ورئيس حزب الاصلاح والتنمية له اراء قيمة وجيدة. الدكتور عادل رمزى حزب الحرية له اراء قيمة وله موقف ممتاز عندما انسحب من هيئة الدفاع عن اللواء اسامة المراسى مساعد العادلى بناء على رغبة الشعب. بينما تحالف الثورة مستمرة ينقصهم الكثير والخبرة .تجدهم لا يتحدثون فى شىء الا عن الثورة والثوار ولا يتحدثون عن مشكلات الوطن او التشريعات الجديدة وكان كل دورهم التحدث عن الشهداء و التظاهرات وانتقاد المجلس العسكرى.والوحيد المخضرم الذى له اراء جيدة هو النائب ابو العز الحريرى. ويبرز من جيل الشباب النائب المحترم الدكتور مصطفى النجار رئيس حزب العدل .فهو احد شباب الثورة .نائب محترم مثقف دمث الخلق عفيف اللسان حتى عند انتقاده احد . له رؤية جيدة. يبرز ايضا النائب البدرى فرغلى(التجمع) سعد عبود (الكرامة) . بينما ابرز الوجوه واكثرها فائدة وتاثيرا وموضوعية .واراءهم بناءة تجدهم من المستقلين.فيبرز الدكتور عمرو الشوبكى,والدكتور عمرو حمزاوى والمستشار محمود الخضيرى والاستاذ مصطفى بكرى ومحمد عبد المنعم الصاوى ومحمد العمدة. فالخلاصة ترى ان الاكثر انتاجا وافكارا هم نفس الوجوه البرلمانىة السابقة والمخضرمة .او اصحاب الرؤى السياسية من النخبة. وعند تقيم اداء المجلس لمدة شهر.يرى كثير من الناس ان المجلس لم يقدم الذى ينتظره منه الناس.فهم ينتقدوه لانه لم يمارس دوره فى اصدار القوانين.ويعيب عليه بعض الناس انهم لم يلمسوا شيىء على الواقع ذو فائدة من البرلمان.ولكنى اقدر الدور الذى لعبه وانه كان هناك ملفات كان يجب مناقشتها واولويات يجب الانتهاء منها قبل البدء فى التشريع. اول قضية ناقشها المجلس كانت لاقضية شهداء ومصابى الثورة واستغرقت عدة جلسات .وكانت لا تستحق كل ذلك فتبارى النواب كل يريد الحديث ويزايد على بالثورة للشو الاعلامى,كل يريد زيادة تعويضات الثورة بنظام على وانا على لدغدغة مشاعر الشعب. ثم جاءت قضية مذبحة بورسعيد والهجوم على وزارة الداخلية ,ظهرت عدة مطالب باقالة النائب العام وهذا يدل على جهل الكثيرين بمبدا فصل السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية وانه لا احد يستطيع اقالة النائب العام.ولكنها تصريحات عنترية لدغدغة مشاعر الناس وتوزيع الاتهامات الى الجميع. ثم جاءت قضية وزارة الداخلية والخرطوش والمشادات مع النائب محمد ابو حامد ورفض الثوار تسمية الهجوم على الداخلية بالبلطجة.ودافعوا عن البلطجية بالباطل.وسط مشادات مع نواب النور والحرية والعدالة.الذين وقفوا مع سيادة القانون لتخرج اتهامات بانهم سرقوا الثورة وان الشرعية للميدان وليست للبرلمان. ثم تاتى مشكلة الاذان الذى رفعه النائب ممدوح اسماعيل فى المجلس وكان تصرف غريب نرفضه.ولكنه منذ ذللك الوقت يراعى المجلس اوقات الصلاة فكان تصرف لمرة وحيدة لا بد منه لاحترام مواقيت الصلاة.ولم يعجبنى مقولة رئيس المجلس انت لست اكثر من اسلاما لانه ليس من يقرر ذلك ولكنه الله من يقرر ذلك. ثم تاتى ازمة النائب زياد العليمى وسبه المشير والشيخ حسان.فالنائب اخطا وحاول رئيس المجلس ان يطالبه بالاعتذار ويخرجه من تلك الورطة ولكنه رفض وقدم صيغة للاعتذار غير مفهومة لايفهم منها الاعتذار او رفضه . وحاول بعض النواب تقديم النائب مصطفى بكرى للتحقيق بسبب حديثه عن الدكتور البرادعى ونسوا انه لم يتهمه بالعمالة او التخوين ولكنه قال هذا الكلام تحت قبة البرلمان ونسى الاعضاء ان النائب لا يحاسب بما يقوله تحت قبة البرلمان. عموما اداء البرلمان فى اول شهر معقول مع الوضع فى الاعتبار انه ناقش امور كثيرة مثل تعويضات الثورة ومذبحة بورسعيد وازمة البوتاجاز والبنزين والقطن والتعليم العالى. وبداية الدور التشريعى وتعديل قانون انتخابات الرئاسة. ان من ينتقد المجلس لا يشاهد فقط الى الجلسات المذاعة وما فيها من شد وجزب ومشادات.ولكن الجهد الرئيسى يتم فى اللجان الفرعية.

No comments: